من الصعب الإجابة على هذا السؤال ببساطة في هذه المرحلة التعليمية. قد يمكن حث التلاميذ على طرح التساؤلات حول الكتل الحيوية بطريقة مبسطة. ولكن الإجابة على التساؤلات أمر أكثر تعقيداً. وإنني أشيد بأحد التجارب الكمية. حيث يجب اختيار كمية من الحبوب (الفاصوليا على سبيل المثال). يتكون هذا المقدار من ١٠ إلى ٣٠ حبة وفق اختيار المعلم أو التلاميذ. يتم وزن كل حبة ووضعها لتنمو على قطن رطب. ولإمكانية إعادة التعرف على هذه الحبوب، يتم إعداد مخطط لبذر الحبوب كما يلي:
الحبة ١: ٣.٥٠جم، الحبة ٢: ٢.٧٥ جم. ثم نضع البذور في مكان جيد التهوية ونبلل القطن الذي توضع عليه الحبوب لتنبت. بعد مرور عدة أسابيع، يتم وزن النباتات التي تم الحصول عليها ونحسب فرق الكتلة بالنسبة لكل حبة. والسؤال هنا هو: من أين تأتـي الكتلة التي تغذت عليها النباتات منذ مرحلة الحبوب وحتى مرحلة النبات؟ وهل هذه الزيادة في الكتلة هي نفس مقدار الزيادة لكل الحبوب (مما يذكرنا أن الكائن الحي في تغير مستمر مما يسمح بإعداد منحنى زمني وتحديد متوسط مقدار زيادة الكتلة الذي طرأ على كمية الحبوب). عند الضرورة، يمكننا حرق أحد نباتات الفاصوليا بوضعه داخل أنبوبة اختبار نقوم بتسخينها ونلاحظ تصاعد الماء (الذي يتكون من الهيدروجين والأكسجين، ولكن قد يكون هؤلاء التلاميذ صغاراً على الدخول في مثل هذه الأمور الكيميائية) ونحصل على الفحم (وجود الكربون). فمن أين تأتي هذه العناصر؟ كما يمكن في نفس الوقت إجراء نفس التجربة بوضع الحبوب للإنبات في الظلام. ولكن حينئذ يجب الاحتفاظ بها أطول وقت ممكن حتى تتداعى الشتلات الناتجة عن الإنبات (خلال فترة الإنبات، لا تحتاج الحبوب إلى الضوء). وهنا يمكن سؤال التلاميذ عن دور الضوء وحثهم على إدراك أنه بدون الطاقة الضوئية، لن تتمكن النباتات الخضراء من تكوين الكتلة الحيوية الخاصة بها، وذلك بعد تقديم بعض المفاهيم عن الطاقة الضوئية. ولتخزين المعلومة، يمكن أن نشرح للتلاميذ أن الضوء مصدر للطاقة باستخدام آلة تحول الضوء إلى تيار كهربي حيث نضئ هذه الآلة التي تعطي الجهد والتيار الكهربي داخل الدائرة. وهنا يتم تحويل الطاقة الضوئية إلى صورة أخرى من صور الطاقة (تسمى كهربية). غير أن صورة واحدة من صور الطاقة هي التي قد تتحول إلى صورة أخرى.